فصل: الصرف:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الصرف:

(أشياء)، جمع شي ء، اسم جامد وزنه فعل بفتح فسكون، جمعه شيئا بوزن فعلاء، فالهمزة الأولى لام الكلمة والألف بعدها والهمزة الأخيرة زائدتان ثمّ دخله القلب المكانيّ.. قدّمت الهمزة التي هي لام الكلمة فصار أشياء وزنه لفعاء.
(تبد)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه تفع بضمّ التاء وفتح العين.
(تسؤكم)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه تفلكم.

.الفوائد:

1- قوله تعالى: {لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ} إلخ... {أشياء} اسم ممنوع من الصرف وقد اختلف العلماء في أصل هذه الكلمة وفي صيغة جمعها وفي المانع من الصرف لها.
أ- فذهب سيبويه إلى أن مفردها شيء وقد جمعت على شيئاء ثم قدمت اللام على الألف كراهية اجتماع همزتين بينهما ألف ساكنة.
ب- وذهب الفراء إلى أن مفردها شيء وجمعها «أشيئاء» وقد حذفت الهمزة الأولى لتخفيف اللفظ.
ج- أما مذهب الكسائي فيتلخص بأن وزن أشياء افعال وقد منعت من الصرف قياسا لها على ما آخره ألف التأنيث الممدودة وثمة آراء وردود أخرى تجدها في كتاب «الإنصاف في مسائل الخلاف» إن شئت المزيد من هذا العلم.

.[سورة المائدة: آية 103]

{ما جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ وَلكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (103)}.

.الإعراب:

(ما) نافية (جعل) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (من بحيرة) جارّ زائد ومجرور لفظا منصوب محلا مفعول به (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (لا) زائدة لتأكيد النفي في المواضع الثلاثة (سائبة، وصيلة، حام) أسماء مجرورة لفظا منصوبة محلا معطوفة على بحيرة بحروف العطف، والكسرة مقدّرة على الياء في الاسم الأخير (الواو) عاطفة (لكنّ) حرف مشبّه بالفعل للاستدراك (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم لكنّ (كفروا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ... والواو فاعل (يفترون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (على اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بـ (يفترون)، (الكذب) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (أكثر) مبتدأ مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه (لا) نافية (يعقلون) مثل يفترون جملة {جعل اللّه...}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {لكنّ الذين كفروا...}: لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة {كفروا}: لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة {يفترون...}: في محلّ رفع خبر لكنّ.
وجملة {أكثرهم لا يعقلون}: في محلّ رفع معطوفة على جملة يفترون.
وجملة {لا يعقلون}: في محلّ رفع خبر المبتدأ (أكثرهم).

.الصرف:

{بحيرة} فعيلة بمعنى مفعولة واستعملت اسما جامدا.
اشتقاقها من البحر، والبحر هو السعة.
{سائبة} لفظة اسم فاعل من ساب يسيب بمعنى جرى، وقيل هو فاعلة بمعنى مفعولة أي مسيّبة، كما قيل ماء دافق بمعنى مدفوق.
{وصيلة} صفة مشبّهة باسم الفاعل، وزنها فعيلة وهي من الشاة أو الإبل على خلاف.
{حام} اسم فاعل من حمى يحمي أي منع، وفيه إعلال بالحذف لأنه اسم منقوص حذف منه لامه للتنوين، وزنه فاع.

.الفوائد:

1- مفاهيم جاهلية:
من أراد أن يتصور شدة وطأة العادات وعظم مسئولية الرسل حيال تغيير عادات قوم مرنوا عليها كابرا عن كابر وجيلا إثر جيل فليتصور فحوى هذه الآية وتحريمها أمورا كان العرب قد اتخذوها من شعائر دينهم منذ مئات السنين وقد يكون من آلافها فقد أحلّت الآية ما كان حراما وحرّمت ما كان حلالا.
وقد جاء الرسول صلى الله عليه وسلم ليكشف زيف هذه المعتقدات، ويرد الأمور إلى نصابها الحق رغم ما لقي في سبيل ذلك من عنت القوم وشدّة مقاومتهم ولكن اللّه تكفّل أن يظهر دينه ولو كره الكافرون.
ومن المعروف في شرح مفردات هذه الآية أن البحيرة، والسائبة والوصيلة والحامي إنما هي أسماء لأنواع مخصوصة من الأنعام كان يقفها العرب لأسباب تتعلق بها يقفونها لوجه آلهتهم ويضربون عن تخديمها أو الانتفاع بها. وقد قضى الإسلام على هذه العادات من أصلها.

.[سورة المائدة: آية 104]

{وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قالُوا حَسْبُنا ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ (104)}.

.الإعراب:

(الواو) عاطفة (إذا) ظرف للزمن المستقبل متضمّن معنى الشرط في محلّ نصب متعلّق بالجواب قالوا (قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (اللام) حرف جرّ و(هم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بـ (قيل)، (تعالوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون قياسا.. والواو فاعل (إلى) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بفعل تعالوا (أنزل) فعل ماض (اللّه) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (إلى الرسول) جارّ ومجرور متعلّق بفعل تعالوا (قالوا) مثل تعالوا (حسبنا) مبتدأ مرفوع. (ونا) ضمير مضاف إليه (ما) مثل الأول في محلّ رفع خبر (وجد) فعل ماض مبنيّ على السكون و(نا) ضمير فاعل (على) حرف جرّ و(الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (آباء) مفعول به أوّل منصوب و(نا) مضاف إليه (الهمزة) للاستفهام (الواو) استئنافيّة (لو) حرف شرط غير جازم (كان) فعل ماض ناقص (آباء) اسم كان مرفوع و(هم) ضمير مضاف إليه (لا) نافية (يعلمون) مضارع مرفوع والواو فاعل (شيئا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا يهتدون) مثل لا يعلمون.
جملة {قيل...}: في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة {تعالوا}: في محلّ رفع نائب فاعل.
وجملة {أنزل اللّه}: لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
وجملة {قالوا}: لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم.
وجملة {حسبنا ما وجدنا}: في محلّ نصب مقول القول.
وجملة {وجدنا}: لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
وجملة {كان آباؤهم...}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {لا يعلمون...}: في محلّ نصب خبر كان.
وجملة {لا يهتدون}: في محلّ نصب معطوفة على جملة لا يعلمون... وجواب الشرط محذوف تقديره أيقولون ذلك؟

.الفوائد:

1- {أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ} إلخ.
الهمزة هي أصل أدوات الاستفهام ولذلك عقد النحاة لها فصلا مطولا ذكروا وفيه ما تتمتع به من امتيازات عن باقي أدوات الاستفهام والذي يهمنا هنا من أمر هذه الأداة انها قد تخرج عن الاستفهام الحقيقي إلى معان أخرى نوجزها بما يلي:
آ- التسوية: نحو {سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ}.
ب- الإنكار الابطالي: نحو {أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ} و{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ}.
ج- الإنكار التوبيخي: نحو {أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ}.
د- التقرير: نحو أنصرت بكرا؟!
هـ- التهكم نحو {قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا}.
و- الأمر نحو أَأَسْلَمْتُمْ أي أسلموا.
ز- التعجب: أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ.
ح- الاستبطاء: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ}.

.[سورة المائدة: آية 105]

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105)}.

.الإعراب:

(يأيّها الذين آمنوا) مرّ إعرابها، (عليكم) اسم فعل أمر بمعنى الزموا مبنيّ، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنتم (أنفس) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه (لا) نافية (يضرّ) مضارع مرفوع و(كم) ضمير مفعول به (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (ضلّ) فعل ماض، والفاعل هو وهو العائد (إذا) مرّ إعرابه، (اهتديتم) ماض مبنيّ على السكون... (وتم) ضمير فاعل (إلى اللّه) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (مرجع) مبتدأ مؤخّر مرفوع و(كم) ضمير مضاف إليه (جميعا) حال منصوبة من ضمير الخطاب في مرجعكم، العامل فيها الاستقرار الذي عمل في الجارّ (الفاء) عاطفة (ينبّئكم) مثل يضرّكم (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ متعلّق بـ (ينبّئكم)، (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون... وتم) ضمير في محلّ رفع اسم كان (تعلمون) مثل يعلمون.
جملة النداء {يأيّها الذين...}: لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة {آمنوا}: لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة {عليكم أنفسكم}: لا محلّ لها جواب النداء، استئنافيّة.
وجملة {لا يضرّكم من ضلّ}: لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة {ضلّ}: لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة {اهتديتم}: في محلّ جرّ بإضافة (إذا) إليها... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه مضمون الكلام قبله أي: إذا اهتديتم فلا يضرّكم من ضلّ.
وجملة {إلى اللّه مرجعكم}: لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
وجملة {ينبّئكم}: لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة قبلها.
وجملة {كنتم...}: لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الاسميّ أو الحرفيّ.
وجملة {تعملون}: في محلّ نصب خبر كنتم.

.الفوائد:

عليكم: اسم فعل أمر منقول عن جار ومجرور. بمعنى الزموا أنفسكم.
والحديث عن أسماء الأفعال يقتضي التبسط، الأمر الذي يخرجنا عن خطة الكتاب لذلك سوف أقتصر على التعرض لاسم الفعل المنقول. فأسماء الأفعال المنقولة هي ما استعملت في غير اسم الفعل ثم نقلت إليه.
ويكون النقل عن جار ومجرور كعليك نفسك بمعنى الزم نفسك.
وقد يكون عن ظرف مثل «دونك الكتاب» أي خذه. وقد يكون عن مصدر مثل «رويد أخاك» بمعنى أمهله. وإما عن تنبيه نحو «هاك الكتاب» أي خذه وأسماء الأفعال المنقولة سماعية كلها فلا يقاس عليها.
وسوف نتعرض في مواطن أخرى لاستيفاء أقسام أسماء الأفعال الأخرى المرتجلة والمعدولة فتمهل...!